في عالم التطريز الصيني التقليدي، يوجد حرفي ماهر لا يمثل عمله قمة المهارة فحسب، بل يعمل أيضًا كجسر يربط بين الثقافات في الداخل والخارج. تعرف على وانج شين يوان ، الحرفي والسفير الثقافي والمحسن، الذي أكسبته مساهماته تقديرًا من القادة في الصين وفي جميع أنحاء العالم.
غرزة في الزمن: رحلة وانغ شينيوان نحو الإتقان
وُلِد وانغ شين يوان عام 1982 في مقاطعة وونينج بمقاطعة جيانغشي، وبدأ رحلته في التطريز تحت وصاية الزوجين المشهورين من أساتذة التطريز، ليانغ غو شينغ وو يو تشن. لأكثر من 28 عامًا، صقل مهاراته في التطريز بلا كلل، وتخصص في تقنية فريدة تُعرف باسم طريقة "دائرة تلو الأخرى". إن تفانيه في الحفاظ على فن تطريز غوانغ، وهو نوع من التطريز الصيني التقليدي، واضح في كل قطعة يصنعها.
من الخيوط إلى الخيوط الثقافية: التبادل الثقافي لوانغ شينيوان
إلى جانب إتقانه لهذه الحرفة، يعد وانج شينيوان سفيرًا ثقافيًا، حيث يستخدم تطريزه كوسيلة للتبادل الثقافي. ويجمع نهجه المبتكر بين التطريز التقليدي في غوانغ وعناصر من أشكال الفن الغربي، بما في ذلك الرسم الزيتي والتصوير الفوتوغرافي والنحت والرسم بالحبر الصيني التقليدي. ولا يضفي هذا الاندماج بين الثقافات حياة جديدة على الفن فحسب، بل يجعله أيضًا في متناول الجمهور العالمي وجذابًا له.
تقدير القادة: التأثير الثقافي لوانغ شينيوان
لم يمر تفاني وانغ شين يوان في الحفاظ على الثقافة والتبادل دون أن يلاحظه أحد. في عام 2022، تم اختياره كواحد من "الأشخاص الطيبين" في قوانغتشو وحصل على شرف كونه "أجمل جندي متقاعد" في المدينة. كما يعمل كممثل وريث لتطريز قوانغ، وهو تراث ثقافي غير مادي معترف به على المستوى الوطني.
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. إذ يمتد تأثير وانغ شين يوان على المستوى الدولي. ففي مارس/آذار 2023، كان وانغ شين يوان الوريث الوحيد للتراث الثقافي غير المادي المدعو إلى "منتدى قادة الشباب الآسيوي 2023". وهناك، عرض تحفته الفنية في التطريز "الخيال" كجزء من معرض الشباب الآسيوي للفنون. وبصفته متحدثًا ممثلًا، أعرب وانغ شين يوان عن التزامه بمواصلة إرث تطريز قوانغ وضخ حيوية جديدة في الفن الآسيوي.
تطريز الأمل: المساعي الخيرية لوانغ شينيوان
إن شغف وانج شينيوان بالصالح العام لا يقتصر على عالم التطريز. فهو يعمل بنشاط على تعزيز "التراث الثقافي غير المادي في المدارس"، حيث يقوم بالتدريس في العديد من المدارس الابتدائية والجامعات. كما عمل على التواصل مع المجتمعات الريفية، حيث قدم تدريبات التطريز وفرصًا للقرويين لتحسين سبل عيشهم.
بالإضافة إلى ذلك، يتعاون وانغ شين يوان مع منظمات مثل مركز قوانغتشو الدولي للتبادل الثقافي وشركة تينسنت، باستخدام منصات حديثة لجعل التراث الثقافي غير المادي في متناول الأجيال الشابة.
وفي الختام، فإن وانج شين يوان ليس مجرد خبير في التطريز؛ فهو منشئ جسور ثقافية، ومؤثر عالمي، ومحب للعمل الخيري. ومن خلال براعته الفنية والتزامه بالحفاظ على الثقافة، يلهم العالم لتقدير واحتضان النسيج الغني للتراث الثقافي غير المادي الصيني. ويذكرنا عمل وانج شين يوان بأن التقاليد، عندما يتم تقاسمها وتقديرها، يمكن أن تصبح كنوزًا خالدة تربطنا جميعًا.