مهرجان منتصف الخريف، وهو مناسبة عزيزة تجمع العائلات وتحتفل تحت ضوء القمر، مليء بالأساطير والقصص. هذه القصص، المتوارثة جيلاً بعد جيل، تضفي على المهرجان سحره وروعته. إليكم ثلاثًا من أشهر أساطير مهرجان منتصف الخريف التي تحكي عن الحب والتضحية والمهام الأبدية تحت ضوء القمر المكتمل.
١. من هي تشانغ إي؟ أسطورة إلهة القمر

في قديم الزمان، كانت في السماء عشر شموس، تُحرق الأرض وتُجفف المحيطات. بطل يُدعى هو يي، معروف بقوته ومهارته في استخدام القوس الإلهي، أسقط تسعًا منها، تاركًا واحدة فقط تُنير العالم. الشمس الأخيرة، وقد ارتاع لها، وعدت بالتصرف بمسؤولية، فأنقذ هو يي العالم من كارثة. كانت زوجته، تشانغ إي، تُكن له حبًا عميقًا، وعاشا معًا في سعادة.
تقديرًا لبطولة هو يي، أهدته ملكة الغرب الأم إكسير الخلود، الذي سيمكّنه من الصعود إلى السماء والعيش إلى الأبد. إلا أن هو يي تردد في ترك زوجته الحبيبة، فأودع الإكسير لدى تشانغ إي لحفظه. في أحد الأيام المشؤومة، بينما كان هو يي يصطاد، اقتحم تلميذه الجشع، فنغ مينغ، منزلهما وطالب بالإكسير. لحمايته، ابتلعت تشانغ إي الإكسير بنفسها، وارتفعت على الفور إلى السماء، خفيفة كالريشة.
بقلبٍ حزين، حلّقت تشانغ إي إلى القمر، أقرب مكان إلى الأرض، حيث لا تزال قادرة على رعاية زوجها. طاردها هو يي، الذي دمره رحيلها المفاجئ، لكنه لم يستطع الوصول إلى القمر. في كل عام، في اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الثامن، كان هو يي وأهل القرية يحدقون في القمر، الذي كان يتلألأ بنوره الساطع، كما لو كانت تشانغ إي تراقبهم من السماء. أصبحت هذه الليلة مهرجان منتصف الخريف، وقتاً لتذكر تشانغ إي والاحتفال بلقاء الشمل.
٢. لماذا يوجد أرنب على القمر؟ أسطورة أرنب اليشم

تحكي أسطورة أخرى من أساطير منتصف الخريف المحبوبة قصة أرنب اليشم، الذي أصبح رفيق تشانغ إي في قصر القمر. تقول الأسطورة إنه في قديم الزمان، كان لزوج من الأرانب أربع بنات، جميعهن بياض الثلج وذكاءهنّ كالثلج. في أحد الأيام، استدعى إمبراطور اليشم الأرنب الأب إلى السماء، حيث رأى الإلهة تشانغ إي تُقاد إلى منفاها على سطح القمر.
تأثر الأرنب بوحدتها والظلم الذي عانته، فأراد إرسال إحدى بناته لمؤازرتها. ورغم حزنها، تطوعت الابنة الصغرى، مدركةً أهمية مواساة تشانغ إي في وحدتها الأبدية. ومنذ ذلك الحين، عاش أرنب اليشم على القمر مع تشانغ إي، يُحضّر بلا كلل الأعشاب الطبية، رمزًا للولاء والصداقة والإيثار.
٣. من هو الرجل الذي يقطع شجرة القمر؟ قصة وو غانغ

الأسطورة الأخيرة هي قصة وو غانغ، الرجل الذي عانى من عذاب أبدي في قصر القمر. طمح وو غانغ ذات مرة إلى الخلود، وسعى لتعاليم معلم طاوي حكيم. لكن غروره وكسله دفعاه إلى التخلي عن دراسته وعدم احترام معلمه، الذي قرر في النهاية أن يلقنه درسًا قاسيًا.
أرسل المعلم وو غانغ إلى القمر، حيث كُلِّف بقطع شجرة غار ضخمة. لكن ثمة مشكلة: فالشجرة تشفى نفسها بسحرٍ مع كل ضربة. مهما حاول وو غانغ قطعها، كانت الشجرة تتجدد، تاركةً إياه مهمةً لا نهاية لها ولا جدوى منها. قصته تُذكِّرنا بعواقب قلة الصبر والغطرسة، وهو مُقيَّدٌ بالقمر، يُكدح إلى الأبد تحت ضوئه الفضي.
كيف تُشكّل هذه الأساطير تقاليد منتصف الخريف
تُضفي هذه الأساطير بُعدًا أعمق على مهرجان منتصف الخريف، إذ تتشابك فيها الحب والتضحية والمثابرة مع جمال البدر. وبينما تجتمع العائلات لمشاركة كعك القمر، والتأمل في القمر، وإضاءة الفوانيس، تُكرّم هذه القصص الخالدة التي تربط الماضي بالحاضر.
في سينوكالتشرال، نحتفي بالتراث الصيني من خلال تقديم مجموعة من المنتجات الحرفية المستوحاة من الأساطير والقصص التراثية. تعكس كل قطعة مهارة الصنع والقيم الثقافية المتوارثة عبر الأجيال، مما يتيح لكم الحفاظ على روح هذه القصص الخالدة في حياتكم اليومية. لتكن منتجاتنا تذكيرًا بجمال ومعنى هذا المهرجان العزيز.
الأسئلة الشائعة حول أساطير منتصف الخريف
س1: ما هي الأساطير الثلاثة الرئيسية لمهرجان منتصف الخريف؟
ج1: الأساطير الثلاث الأكثر شهرة هي "تشانغ إي تطير إلى القمر"، و"أرنب اليشم يطحن الدواء"، و"وو جانج يقطع شجرة الغار".
س2: من هي إلهة القمر الصينية؟
ج٢: إلهة القمر الصينية هي تشانغ إي. يُقال إنها تعيش في قصر القمر بعد أن تجرعت إكسير الخلود.
س3: ماذا يرمز الأرنب اليشم؟
ج3: أرنب اليشم هو رمز للإيثار والولاء والصداقة، لأنه ضحى بنفسه ويحافظ الآن على رفقة الإلهة الوحيدة تشانغ إي على القمر.






